لم اصدق ما قرأته يوم الاثنين 18 / ايلول الجاري ، فأعدت القراءة مرة ثانية وثالثة ، حتى اقتنعت ، بان ما قرأته هو صحيح .. وقد تضمن تصريحا لافتاً لعضو في اللجنة المالية بمجلس النواب ، صفق له تجار " العملة" .. فبدلاً من ان تكون تصريحات المسؤولين ، احدى وسائل الاطمئنان المجتمعي ، في ظرفنا الراهن ، نجد ان تصريح السيد النائب في البرلمان ، وعضو اللجنة المالية فيه ، يبث ما يربك السوق المحلية ، ويحدث ما يقلق الناس ، فهو يقول بالنص ان ( ارتفاع سعر صرف الدولار لن يتوقف وسيكون هناك صعود تدريجي في كل يوم ) بالله عليكم ، كيف يمكن طمأنت السوق امام مثل هذا التصريح ، في وقت يخوض فيه البنك المركزي العراقي حربا مع تجار العملة ، وسارقي اقتصاد الوطن من ذوي النفوس العليلة ، ولاسيما ان الاسواق الحالية مشرعة امام العوائل للتبضع بمناسبة بدء العام الدراسي ، وما يطلبه ذلك من مشتريات جميعها من المفردات المستوردة ، ما يتيح للتجار تقديم الذرائع بارتفاع سعر صرف الدولار، واكيد ان مثل تصريح السيد النائب ، يتسبب في خلق عكازة ، يتعكز عليها التجار في تسويق بضائعهم بأسعار عالية ، والضحية هنا المواطن .
آمل ، ان تكون تصريحات المسؤولين في الجوانب التي تمس اهم مفاصل الحياة الاقتصادية للمواطنين ، متوخية الدقة في اختيار كلماتهم ، لأن اي تصريح لمسؤول ، يكون مادة اعلامية لكافة وسائل الاتصالات ، وهذا ما حدث في الفضائيات التي اعتمدت تصريح السيد عضو البرلمان ، عناوين بارزة في نشراتها الاخبارية ، ما تسبب في تشجيع المتلاعبين بالعملة ، في ارتفاع سعر الدولار .
اطالب ، كأعلامي ان يبتعد السادة المسؤولين عن التصريحات التي تتناول سعر الصرف ، وان تكون التصريحات والمعالجة حصريا ، بالبنك المركزي العراقي ، فهو صاحب الاختصاص ، واذا كانت هناك آراء واجتهادات ، فيمكن التشاور مع البنك المركزي ، بعيدا عن الاعلام ، فحالة الشم التي يمتلكها المتعاملون بأسعار الصرف عالية جدا ، ولهم قابلية غير مرئية في قراءة خرائط التجاذبات التي تجري هنا وهناك ، ويبنون عليها خططهم اللئيمة في تقويض حالة السوق ..